التسميات

غنى يا شيرين

 


والله زمان يا سلاحى!!
عادت أيام زمان من تانى وآدى شيرين تغنى للرئيس بالأمر المباشر وبدون إجراء (مناقصة) عامة بين المطربين!!
يا للفخر!!
الوزير يطالب (شيرين) بالغناء بالأمر مدعيا أنها (صوت مصر) وأن الرئيس يحب يسمع صوتها وبالتالى على (شيرين) أن تستجيب وإلا فإنها سوف تحرم نفسها من اللقب وقد تعاقب على عدم استجابتها للطلب!!
 
إذا الوزير يوما أراد الغناء
فلابد أن يستجيب أهل الطرب!!
ماذا نسمى هذا النوع من الفن؟!
غناء تحت الطلب!
 
أفهم أن المطرب أو الفنان يتفاعل مع الواقع مثلما فعل الفنان (شعبان عبد الرحيم) الذى لم يكلفه أحد بل رأى أن من واجبه أن يغنى للرئيس متحمدا له بالسلامة!

أما أن تغنى (شيرين) بناء على طلب الوزير وأن ينشر هذا الكلام ولا تعقيب أو تعليق من الوزير أو شيرين فهذا يعنى أن وزير الإعلام يرى نفسه (رئيس مفوضية الطرب) أو رئيس شركة (خدمات فنية) تقوم بتقديم خدماتها للعملاء المميزين!


ومرة أخرى ماذا يعنى تدخل وزير أو رئيس وزراء أو حتى الرئيس فى منطقة الإبداع التى من المعروف أنها تلقائية وليست وفقا لرغبات المستمعين أو المشاهدين!


يعنى أن بعض الفنانين وإن كانوا أصحاب موهبة حقيقية إلا أنهم يعتبرون أنفسهم جزءا من النظام ويضعون أنفسهم رهنا لإشارته، تماما كما يفعل بعض الكتاب ورؤساء تحرير الصحف القومية الذين يتحركون بالأمر المباشر أو حتى بالإشارة والتلميح وبعضهم يقول (لا نحتاج إلى الأوامر أو التلميحات لأننا جزء من عقل النظام) وهكذا يمكنك أن تتجول عزيزى القارئ فى عقل النظام وقلبه بتصفح مقالات هؤلاء الكتاب أو بالاستماع لأغنيات هؤلاء الفنانين أو قصائد أولئك الشعراء أيضا.


كل شىء إذن تحت الطلب ومن لا يستجيب للطلبات يتعين عليه ترك (المحل) والعمل فى محل آخر وقد يواجه متاعب البطالة لأن معظم من يعملون فى (محلات) السلطة (درجة ثانية).

لو شاهدت ما جرى تحت قبة البرلمان أثناء مناقشة الموازنة العامة ستدرك أن السيد (عز) يدير المشهد ويتعامل مع رئيس البرلمان بنفس الطريقة (مرر يا سرور)! وإن حاول سرور إبداء بعض الصلابة فإنها صلابة هشة فى مواجهة (صاحب المحل) الذى يمكنه إحراج الرجل وهو فى مرحلة (عمرية متقدمة)!!

شيرين تغنى بأمر الوزير، والأغلبية تمرر بطلب من (عز) أمين التنظيم، والصحف القومية تهاجم البرادعى بطلب من لجنة السياسات، والإخوان يعتقلون بطلب من الحزب أو الرئاسة، وحتى حين فاز منتخبنا الوطنى فى بطولة أفريقيا كاد البعض أن يقول (هذا الفوز تم بناء على طلب السيد الرئيس)!!


لا قرار لأحد، ولا استقلالية لأحد .. الكل ينتظر التعليمات والكل يتحرك بالأوامر ...

فطوبى للمعارضين!
آخر السطر
حين يفقد البعض أعصابه
ويلقى بالتهم فى كافة الاتجاهات
فهذه هى بداية النهاية!

0 التعليقات:

إرسال تعليق